ضمير المتكلم-باختصار

 

ضمير المتكلم

الضمير: 

اسم جامد -ليس له اشتقاقات من نفس لفظه- وضع للنيابة عن الاسم الظاهر بغرض اختصار الكلام.

والضمير في اللغة العربية يدل على (المتكلم والمخاطب والغائب).

وضمير المتكلم هو الذي يُشِير إلى صاحب الكلام.

ولضمير المتكلم ثلاثة أنواع: (ضمير متكلم منفصل- ضمير متكلم متصل- ضمير متكلم مستتر).

أولًا: ضمير المتكلم المنفصل (أنا - نحن - إياي- إيانا).

وهذا النوع من ضمير المتكلم يتمثل في (أنا) ويتم استخدامه للشخص المفرد أثناء التحدث، مثال: أنا أُذاكر دروسي.

 و(نحن) وتستخدم في حالة كان الأشخاص المتحدثين مجموعة من الأفراد أو شخصين أثنين. مثال: نحن نقول الحق.

و(إياي) للمُفْرَد، مثل: إياي شكرت والدي.

و(إيانا) للمفرد المعظم لنفسه والجمع، مثل: إيانا شكرنا المعلم.

***

ثانيًا: ضمير المتكلم المتصل: (تاء الفاعل- ياء المتكلم- نا الفاعلين)

ومن أمثلة ضمير المتكلم المتصل:

(تاء الفاعل) للمتكلم المُفْرَد، مثل: رُزقت الخير كله

(ياء المتكلم) للمُفْرَد، مثل: رزقني الله.

(نا) الدالة على جماعة المتكلمين، أي: أنها تستخدم عند الحديث عن شخصين أثنين أو الحديث عن مجموعة من الأشخاص، مثال: جئنا من الصلاة.

***

ثالثًا: ضمير المتكلم المستتر:

الضمائر المستترة هي ذاتها الضمائر المنفصلة أو المتصلة، إلا أنها غير ظاهرة في الكلام باللفظ، ولكنها تُفْهَم من سياق الكلام. مثال: "أحب والداي" في هذه الجملة المتكلم هو "أنا"، إلا أن لفظ "أنا" لم يظهر مكتوبًا في الجملة ولكن يفهم من معنى الكلام، فنقول إنه ضمير مستتر، أي: مخفي في الكتابة مفهوم من السياق.

***

إعراب ضمير المتكلم:

في اللغة العربية كل كلمة لها محل من الإعراب حسب الدور الذي تقوم به أو تؤديه في معنى الجملة، ويشمل ذلك الضمائر أيضًا.

تكون الضمائر بوجهٍ عام مبنية، أي: أنها تلزم حركة واحدة في جميع الأحوال مهما تغير موقع الضمير داخل الجملة أو تغيرت وظيفته أو العوامل الداخلة عليه، ولكنها تكون مبنية في محل رفع أو نصب أو جر، أي: أنها عند النطق تلزم حركة معينة أو صوت معين تنطق به، ولكن بحكم وظيفتها في الجملة وإعرابها تأخذ حركة معينة -الضمة أو الفتحة أو الكسرة- تقديرًا، ونعبر عن ذلك بقولنا "مبنى في محل رفع أو نصب أو جر" على حسب إعراب الضمير.

يأتي ضمير المتكلم في محل رفع في الأحوال التالية:

إذا كان منفصلًا مثل "أنا ونحن"، ويكون ذلك في الجملة الاسمية حيث تكون هذه الضمائر في محل رفع مبتدأ. مثال: أنا مجتهد، ونحن مجتهدون. "أنا" و "نحن": ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.

ضمير المتكلم المتصل (تاء الفاعل) -مثال: التاء في "أكلت التفاحة"- ضمير مبني في محل رفع فاعل.

يأتي ضمير المتكلم في محل نصب في الأحوال التالية:

ضمير المتكلم "إياي وإيانا"، ويكون ذلك في الجملة الفعلية حيث تكون هذه الضمائر دائمًا في محل نصب مفعول به.

ضمير المتكلم المتصل مثل (ياء المتكلم) و(نا الفاعلين) - أمثلة: أكرمني أبي، أكرمنا المعلم- ويكون ذلك في الجملة الفعلية حيث تكون هذه الضمائر في محل نصب مفعول به، فهي بشكل دائم تأتي متصلة بالفعل المضارع أو الفعل الماضي.

يأتي ضمير المتكلم في محل جر في الأحوال التالية:

(ياء) للمتكلم: قد يتصل هذا الضمير بالاسم فتعرب ضمير متكلم متصل مبني في محل جر مضاف إليه، مثل ياء المتكلم في كلمة "أبي".

الضمائر المشتركة:

وهي الضمائر المشتركة بين الرفع والنصب والجر، وهو ضمير واحد فقط وهو (نا) المتكلمين. ويأتي هذا الضمير في مواضع مختلفة مثل رفع الفاعل، أو جر المضاف إليه أو مجرور بحرف جر إن كانت متصلة بأي حرف من حروف الجر، أو نصب المفعول به.

مثال: قوله -سبحانه وتعالى- {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا} [البقرة: 286]

ف (نا) في قوله "ربنا" في محل جر مضاف إليه، و (نا) في قوله " تُؤَاخِذْنَا" في محل نصب مفعول به، و (نا) في قوله "نسينا" في محل رفع فاعل.

***

ويوظف الضمير في اللغة العربية لبعض الأغراض البلاغية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

التعظيم والتفخيم:

من الأغراض البلاغية لاستخدام ضمير المتكلم هي التعظيم والتفخيم، وذلك يكون عندما يُستخدم الضمير نحن عند التعبير عن المفرد. فمه أن الضمير "نحن" في الأصل وُضع ليعبر عن المتكلم المفرد إلا انه لغرض التفخيم والتعظيم والتشريف قد يستخدم للإشارة للمفرد المعظم لنفسه.

مثال: قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". ولأن الله -سبحانه وتعالي- هو العظيم المتعالي، "فنحن" جاءت هنا إشارة إلى الذات العليا من باب التعظيم والتفخيم.

الالتفات:

قد يستخدم ضمير المتكلم لغرض الالتفات والذي يعني تغيير أسلوب الكلام والانتقال من أسلوب إلى آخر، وذلك حتى لا يسأم القارئ أو يمل، ويشاع استخدام هذا الأسلوب البلاغي بين الأدباء والخطباء لجذب انتباه القراء أو المستمعين.

للالتفات أقسام ما نخصه بالذكر هنا هو الالتفات من أو إلى المتكلم، بمعنى أن يكون الكلام موجهًا إلى غير المتكلم -مثل الغائب أو المخاطب- ثم يُوجه إلى المتكلم أو العكس -أن يكون موجهًا إلى الغائب أو المخاطب ثم يوجه إلى المتكلم.

أمثلة على الالتفات باستخدام ضمير المتكلم:

{وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 22]، والأصل: وإليه أرجع، فالتفت من التكلم إلى الخطاب كقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 1 - 2]، حيث لم يقل: فصل لنا.

وقوله سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا... فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ} [الأعراف: 158]، فانتقل من المتكلم: {إِنِّي رَسُولُ اللّهِ} إلى الغائب {وَرَسُولِهِ}، ولم يقل: "فآمنوا بالله وبي".

الالتفات من الخطاب إلى التكلم؛ كقوله تعالى: {قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} [يونس: 21]، على أنه سبحانه نزل نفسه منزلة المخاطب، فالضمير في (قُلِ) للمخاطب، وفي (رُسُلَنَا) للمتكلم.

وكقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} [الفتح: 1 - 2]، فانتقل من المتكلم (فَتَحْنَا)، إلى المخاطب (لِيَغْفِرَ)، ولم يقل: (لنغفر لك).

الالتفات من التكلم إلى الخطاب؛ كقوله تعالى: {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 22]، والأصل: وإليه أرجع، فالتفت من التكلم إلى الخطاب.

الالتفات من الخطاب إلى التكلم؛ كقوله تعالى: {قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} [يونس: 21]، على أنه سبحانه نزل نفسه منزلة المخاطب، فالضمير في (قُلِ) للمخاطب، وفي (رُسُلَنَا) للمتكلم.

الالتفات من الغيبة إلى التكلم؛ كقوله تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} [فصلت: 12]، فانتقل من الغيبة إلى التكلم، ولم يقل: وزين.

***

تطوع معنا فى تحسين مقالاتنا


email



إرسال تعليق

أحدث أقدم